

لماذا لا تشربُ المجنداتُ الأمريكياتُ مساءً ؟
نجيب الزامل : العدد: 5997 1431/03/27 الموافق: 2010-03-13
الموضوعُ هذا لا أريد أن أناقشه من منحى شرعي فأنا لستُ شرعياً، أو أن أتعرض له من منطق
العادات والأعراف فما ذاك تخصصي. ولكني أُطِلّ على الموضوع من خلال عدسةٍ مثل
عدسةِ «عين الجاسوس» التي توضع في أبواب المنازل والشقق وغرف الفنادق لمعرفة من وراء الباب
فتكشف عينـُك المنظرَ أو الوجهَ أمامك، وأنت معزولٌ بكامل جسدك، خارج الإطار، خارج الصورة.
فمع أنك قريب، ولكن بلا مشاركةٍ أو مواجهةٍ مادّية، حين تكون المسافة والحركة وجودا، كما يقول
عبقري الفيزياء الصوفية «ابن عربي»، إن الوجودَ مكتملُ الحركة متواصلها حتى فيما نظنه الثبات ..
من منطلق الحركةِ والثبات، من مشهد المراقبة والاعتزال أعيدُ تقديم موضوعٍ يجب أن نعيد دراسته
لا نسأل فيه اتخاذ موقفٍ أو تأطير نظام، فهذا ليس من سلطتي ولن يكون، ولكن من دافع اقتراح
التمعّن في ظاهرةٍ مهمةٍ إن حصلتْ، ومهمة إن كانت ستحصل، ومهمة إن حصلت في أضيق نطاق ..
إنها مسألة الاختلاط .. ليست رؤية فلسفية أو أخلاقية في الاختلاط بين الجنسين، ولكن في ما يحيط
به من مضاعفات ونتائج، قبل ما قد يرى البعض ما فيه من فضائل وحسنات .. أو إقرارٍ لواقع معاش لا يقاوم.
نكرر دائما مقولة: «لمَ لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟»
أو: «لمَ لا نستفيد ونتعّظ ونتجنب ما وقع فيه الآخرون من أخطاء؟»
فلم لا نفعل هذا أيضا مع ظاهرة الاختلاط؟
ويجب أن نفعل، إن كان يهمنا أمرُ من يعيش في هذا المجتمع.
ولا يمكن ولا نقبل منطقا ولا عقلا أن ينفي أحدٌ أن الاختلاط غير قائمٍ في هذه البلاد، قد يكون
غير منظم، قد يكون خارج ما ينطق به نصّ النظام، قد يكون مما يقرّه أو لا يقرّه الشرع ..
ولكنه موجود، موجود أكان بصغرِ نور الشرارة، أم باتساع كاشف المنارة.
وهنا لن أجتهد، ولا أحتاجُ اجتهاداً، وإنما سأنطلق من أكثر مكان يتاح فيه الاختلاط بأقصاه
ليس في مكاتب «الوول ستريت» أو «السيتي»، ولا في «هوليوود» أو مسارح باريس، بل من
أقصى أنواع الاختلاط في الإتاحة، وأقساهُ في فرض عقوبات التعدي، من الجيش الأمريكي، حيث
تمارس المرأة المجندة كل شيء يمارسه الرجلُ المجنّد .. كل شيء!
وحان أن تسمع ما قالته في مجلة «التايم» الأمريكية في عدد الثامن من آذار (مارس) الجاري، في
الصفحة الأخيرة، وفي رأي تقريري مدعّم، الكاتبةُ «نانسي جبسNancy Gibbs «، ومقالها بعنوان:
«الحربُ من الداخل The War Within»، أما ترجمة العنوان الاستهلالي للموضوع:
«بالنسبة لكثير من المجندات الأمريكيات، فإن الخطرَ يأتي أيضا من رفقائهم الرجال»! كيف يا نانسي؟!
تبدأ «نانسي» بمشهد، كأنه خرج لتوّه من فيلم لكوبولا أو هتشكوك، فتقول: « قولوا لي
عن ماذا يفصح تعمد النساء المجندات وراء البحار التوقف تماما عن شرب الماء من السابعة مساء؟
إنه لتقليل احتمالات حدوث الاغتصاب لإحداهن عندما تذهب لقضاء الحاجة ليلا»!
وأنا لم أستطع أن أقرأ المقالَ دفعة واحدة كعادتي، بل أضع المجلة جانبا ثم أطلق للدهشة أن ترحل
عن بؤرة التركيز لأتابع .. «أو عن تلك المجندة التي تعرضت لاعتداء جنسي assaulted، وقد تسللت
خارج الثكنة لتطلق سيجارة في الهواء، ثم كتمتْ الحادثة تماما، لأنها ستتعرض لمعاقبة غليظة لأنها
خرجت من الثكنة..» ولكن لماذا تعاقب هذه المجندة لخروجها؟ هل لأنها خرقت الحظر؟
هل لأنها لم تستأذن؟ هل لأنها أشعلت لفافة تبغ؟ لا، تقول نانسي :
«لأنه يُمنع على المجندات الخروج خارج الثكنة بدون سلاح»! طبعا لتوقُّعِ أن يتبعها أحد «الرفاق»
ويستغل الهواءَ الطلق لرغبته، كما استغلت الهواءَ الطلق لرغبتها!.. فيا له من عالم موحش!
كل أمريكا تعرف أن الاغتصابَ والتحرش بين المجندات لا يظهر إلا رأسُه، وتبقى الكتلة الهائلة
تحت سطح قاتم وكتيم من السرية والتهديد والخوف والعار .. نعم في الولايات المتحدة الأمريكية
ضامنة الحريات الأولى في العالم، وجيشـُها الجرّارُ الذي يدور القاراتِ، ويمخر المحيطات، ويعبر
الأجواءَ تحت شعار ضمان الحرية للعالم، كل ساعةٍ تُغتـَصَبُ فيه مجندةٌ، وغير المعلن سيكون
فضيحة الأمّة الأكبر.
وفي الجيش الأمريكي قانونٌ صارم، بنظام حاد التطبيق في كل ما يخص مسائل التحرش والعنصرية، أخفها
السجن والتسريح من الجيش .. ومع ذلك زادت نسبة التحرش والاغتصاب في عام 2009 بمعدل 9 في
المائة على العام الذي سبقه. والمجندة الأمريكية قوية، وفائقة التدريب، وقادرة على خوض المعارك
والالتحام المباشر، وتتلقى تدريباتٍ مكثفة عضلية وتقنية لرد أي اعتداء، إلا أن ذلك لم يحدّ من معدلات
التحرش ولا الإذلال .. (والطريف، إن رأيتموه طريفا، هناك قضايا مسجلة، وليست قليلة، بتحرش
بعض النساء المجندات ببعض الرجال وخاصة بالموظفين المدنيين، وهذه أيضا نتيجة متساوية إن لم تزد).
وفي مدينة «مكسكيو» تم إعلانها مدينة لتكون بعد سنتين مجتمعا ينفصل فيه النساءُ والرجال
في كل محفل عام، لأن نسبة التحرش والإجرام والاعتداء على النساء فاقت كل تصور، وتعدى
قدرات قوات الأمن..
من هنا يجب أن ننظر لمسألة الاختلاط، من عواقبها عند الناس الذين آمنوا بها وناضلوا من أجلها
وأقروها مظهرا لازما من مظاهر الحياة .. ومن يتعرض لأي شيءٍ فعلى الأقل، يجب أن يستعد لعواقبه!
رابط مقال الأستاذ / نجيب الزامل :
رابط المقال الإنجليزي :
هل وصلت الرسالة يا مناصري الأختلاط ؟
وهل سمعتم بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام
وهل يكب الناس في وجوههم في النار إلا من حصائد السنتهم فأنصروا الباطل كما تشاؤون
فيوم الحساب ليس ببعيد … يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
اخترنا لك:
- صور + فيديو: الهيئة تطيح بأكبر مصنع للخمور ببريدة .. يستوعب أكثر من 20000 لتر ..!
- صور مميزة لانعكاس المشاهد على قطرات الماء
- أروح وطي مع الجسم + إنتحار حوت ضخم + بوش الجزمة + نومة هنية
- لكل مشكلة حل … ماعندك مشكله + حلى لمدمنين الماسنجر وفيسات للماسنجر
- كلام من ذهب + مسلم إشترك في موقع للصور الخليعة + المعاق هناك عالم وهنا عاجز
- برنامج سلم رواتب موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين بعد تثبيت بدل غلاء المعيشة
- صور الجسور المعلقة حول العالم
- صور : تشابه عجيب ..!
- فتاة المغناطيس من إيران + مع حرارة الصيف مافيه مشكل صديق
- لمحبي السيارات القديمة كابرس كلاسيك 1979 بـ 56.250 ريال
مواضيع أخرى أرسلت بواسطة BRIGHT STAR EMPEROR:
تعليقات:
9 عدد التعليقات على “لماذا لا تشربُ المجنداتُ الأمريكياتُ مساءً ؟”
-
ترنيمة يعلق:
16 يوليو, 2010 في الساعة 3:10 ص
كل الشكر والامتنان الك اخي
والله خير نصيحة وجعل الله سبحانة وتعالى اجرها بميزان حسناتك
هادي هية الكلمة الطيبة التى تصل الى العقل والقلب لانها كلمة طيبة صادقة من انسان غيور على دينة
اضف الى ذلك توضيحك للاسباب والعواقب لما قد ينجرف الية بعض اخواننا المسلمين بقراراتهم المتهورة
غير مدركين لعاقبة افعالم من تشريع الاختلاطولانك لم تكن كمن ينصحون ويتهمون غيرهم بالتكفير والارهاب دون فهم صحيح لاصول الكلمة الطيبة والنصيحة الخيرة
هاد هو ديني دين المعالمة الحسنة والكلمة الطيبة
وحتى لو تم وضع نظام الاختلاط عنوة فلن تخرج مسلمة تخاف على دينها ونفسهافنحن شعوب تحكمها اولا دينها الاسلامي ومن بعدة عاداتنا وتقاليدنا
والتى كانت على الفطرة غيورة على بناتها وابنائهاكل التقدير والاحترام لشخصك الكريم
-
sniper يعلق:
17 يوليو, 2010 في الساعة 7:38 ص
ياااااااشخ والله موضوعك 10على 10 الله يعطيك العافيه!!! هذا الموضوع ابره في عيون العلمانيه وشوكة في حناجر ومن يريد الاخطلاط
tarek حبيبي عارفين ان الصورة صورة مجندات اسرئليات انتا لو دخلت على رابط الموضوع كان عرفت انو لا يوجد صور اهم شي لب الموضوع وان الامركية الكاتبةُ «نانسي جبسNancy Gibbs اطلعتنا على مشكلة الاخطلاط التي يردونها العلمانية
-
ام جودي يعلق:
17 يوليو, 2010 في الساعة 5:25 م
جزاك الله خيرااااااااااااا
موضوع رائع جداااااااااا
ويا ريت يطلع عليه انصار الاختلاط ويعتبروا
لان شريعة محمد صلى الله عليه وسلم تجعل الانسان يحيا كريما -
غموض يعلق:
24 يوليو, 2010 في الساعة 3:40 ص
تسلم اخوي عالموضوع..
ياليت يتضعضون المنادين بحريه المراة..
انا ماادري وش دخلهم كان الحريم كلفوهم يتكلمون باسمهم..
الله يهدي كل علماني ولا ياخذعمره ويفك البشريه منه.. -
bent felesteen يعلق:
27 يوليو, 2010 في الساعة 10:23 م
السلام عليكم اول شي اخوي مشكور على الموضوع الالقاء وطريقة العرض والاسلوووب جد رائع اتمنالك التوفيق ولكن يا ناس بقول شي بالنسبة للمجندات الامريكيات وحالات الاغتصاب للناس في امريكا ودولها سببها الاول والاهم هو الابتعاد عن الخالق وعدم معرفتهم بالدين تاني شي صحيح الاختلاط يااخي يأثر ولكن المشكلة من الداخل يعني الحين حط شيخ بين 100 ست ما يشوف الا ربه قدامهماادري وش اقول حتى الصراحة انو خسارة خسارة جدا نتكلم على الامريكان خلنا نتكلم عنا احنا العرب تقاعسهم عن الحق والفجور عنا مو عند غيرنا لانو ماشالله علينا نسابق ونتسابق بالهوايل والله موفق الجميع
-
مربط الكلام يعلق:
29 مارس, 2011 في الساعة 12:31 ص
أمر فعلاً يدعو للدهشة والغرابة ! هذا يحدث في دولة تؤمن بالحريّة ولكنها لا تستطيع منع جرائم الاغتصاب! مع أن هناك قوانين معلنة واضحة وصارمة والناس سواسية أمام هذه القوانين! ولنأتي لدينا نحن نحن ولا غيرنا ، يا ترى لو ترك عنان الاختلاط على إطلاقه لديناــ رغم أنه موجود في حدود ضيّقة ــ ففي ضوء الفوضوية التي يعيشها مجتمعنا وجهله وقلّة وعيّه وقلّة البرامج التوعوية وضعف المدرسة والتربية المنزلية الأسرية السليمة التوجهية القويمة وانشغال الأب والأم عن دورهما فخرج لنا جيل نراه بأعيينا في شوارعنا، فماذا سيحصل يا ترى؟؟؟؟؟