

وقائع غريبة ودلالات أكيدة
بقلم : جيلاني العبدلي
أعوام عديدة تهالكت تباعا دون أن تنجح في محو واقعتين ظلتا ماثلتين أمام ناظريّ في سائر الأيام، الأولى أنّ
أحدهم كان قد جاء في زيارة معتادة لشقيق له يقطن حارة من حارات الجهة، وكعادته ما إن وصل حتى ترك
دراجته النارية خارج المنزل، ثم دخل فهش له أهل الدار وبشوا، وقدموا له مما لذ لديهم وطاب.
وبعد إنهاء الزيارة ودع أفراد العائلة وغادر المنزل.
وما كاد يتجاوز عتبة الباب الخارجي حتى لمح من بُعد ابن شقيقه يركب دراجته دون إذن منه، ويتفنن
في سياقتها، فاستشاط غضبا ورماه من بعيد بحجر، فوقع الحجر من سوء الحظ على رأس الطفل، وهوى
على الأرض يتلوى، فأدركه يفحصه.
ولما لم يتفطن له أي من سكان الحارة حمله بين يديه، ووضعه أمامه على الدراجة، وانطلق به إلى إحدى القرى
على بعد بضع كيلومترات حيث يقطن شقيق ثان له، لينظر في إمكانية علاجه قبل أن يتفطن أهله للحادثة.
ولم يمض وقت قصير على وصوله إلى منزل شقيقه حتى لفظ المسكين أنفاسه.
أحس العم القاتل بورطته، واستبدت به الحيرة في مواراة سوءته، فبحث الأمر مع شقيقه في القرية بعيدا عن
الأضواء بكل تكتم وسرية، واهتديا إلى تخطيط شيطاني تقشعر له الأبدان وتهتز له الأكوان.
اتفقا الشقيقان على مواراة الجريمة بتفكيك جمجمة القتيل ابن الشقيق، ونزع عينيه السوداوين من رأسه
ودفنهما في التراب، ثم إلقاء الجثة في إحدى الأودية القريبة من الحارة، علّ الشكوك تتجه إلى أحد المواطنين
المغاربة المقيم هناك منذ سنوات، والذي عرف بالشعوذة وادعاء استخراج الكنوز من باطن الأرض.
وفعلا استعان العم بخنجر في تفكيك جمجمة ابن الأخ، ولما استعصى عليه نزع العينين بالسرعة التي يريدها
اكتفي بحفرهما ودس فتاتهما في التراب، ثم تخلص سريعا من الجثة التي اكتشفها أعوان الأمن في بضع أيام، وسرى
الخبر بين الناس في الجهة سريان النار في الهشيم. وبعد التحريات المضنية والمتشعبة التي طالت المواطن المغربي
وغيره من مدعي قراءة الغيب وفك الأسرار، تم اكتشاف الحقيقة المؤلمة ووقع إيقاف المجرم والقصاص منه.
والثانية أن مسنا بالجهة لا يرقى الشك إلى سلامة مداركه العقلية وصحته النفسية قد عصف به الشذوذ
وحطم لديه جميع الضوابط القيمية والروابط المقدسة، حيث سقط في معاشرة ابنته معاشرة الأزواج وهي تلميذة
بالصف الابتدائي لم تتجاوز سن التاسعة، مما تسبب في حملها وإنجابها لفتاة، وقضى في ذلك عقوبة سجنية
بعشر سنوات لم يمض منها سوى نصف المدة بموجب عفو خاص.
ودون التقليل من شناعة هاتين الحادثتين اللتين تقشعر لهما الأبدان وتهتز لهما الأركان، استوقفتني أمور غريبة
ليست في نظري أقلّ فظاعة.
الأولى أنّ الشقيقين لما تداولا الرأي في شأن مقتل ابن أخيهما على وجه الخطإ واتفقا على طمس الجريمة
ولم يختارا من السبل غير سلخه كالخروف بدم بارد ودون أن يقشعر لهما بدن أو يهتزّ لهما كيان.
والثانية أنّ هذا المسن بزنائه بابنته، وبما سببه لها من تعقيدات تمس جوهر رابطته الأسرية وقداسة صلته العائلية
قد واصل مشوار حياته عاديا دون خجل أو وجل، وكأن شيئا لم يكن، واستمر بوشائج متينة مع أهله
وعشيرته بما في ذلك ابنته التي دنسها وحطم كيانها وجنى على مولودتها منه
والثالثة أنّ شقيق الجاني الذي يفوقه سنا، حاول أن يستدرج الدوائر الأمنية لتقديم ابنه الشاب على أنه صاحب
الفعلة الشنيعة لإنقاذ أخيه والتغطية على الوجه القبيح للجريمة المرتكبة.
والرابعة أنّ الكثير من جلساء المقهى كانوا غالبا ما يدعون هذا المسن المنحرف باحترام وإجلال للتفضل
بالجلوس إليهم ومشاركتهم ألعابهم الورقية. ولكم سمعتهم ينادونه بما يعكس توقيرهم له، ومعاملته بأدب
ولياقة، كأنه من علية القوم وأنبلهم.
هاتان الواقعتان الفظيعتان، وهذه الحيثيات الغريبة التي تعلّقت بهما وأثارت لدى سكان الجهة الاستهجان
والاستغراب، تنبئ جميعها في نظري بحالة قصوى من تفكك النسيج الاجتماعي، وتدني الضوابط القيمية
لدى الأفراد والمجموعات، وتثير موجة من التساؤل حول جدوى منظومة التربية الراهنة التي تهمّش الدين
ولا تعلي من شأن القيم الفاضلة.
اخترنا لك:
- مخلوق بحري غريب + حادث جمل قوي + سرقة عند صراف + بايع روحه + ضاقت الاماكن
- صور من الطبيعة الخلابة + طبعا لازم يكون غالى
- هل تعلم أن أعظم نفق في العالم يوجد في السعودية ؟
- الأعشاب الطبية وطريقة الاستفادة منها + أطفال الأنابيب … عملية خاطئة جداً
- صور : مطرح مايسري يمري + لحم خنزير حلال + إعلانات وتحذيرات غريبة
- صور+ مقالات : فن صناعة القش + فوائد التفاح + أفضل تقييم ذاتي للعمل .!
- فساتين وأحذية وقفازات للدمى
- الرسم ” بالقهوه ” بدل الحبر + تشكيلات فنيه رائعه بالزهور والتفاح
- جولة كاركاتيرية مع نظام ساهر + تصميم رمضاني + كاريكاتير رمضاني
- صور رمزية وتواقيع وخلفيات عن رمضان
مواضيع أخرى أرسلت بواسطة جيلاني العبدلي:
تعليقات:
6 عدد التعليقات على “وقائع غريبة ودلالات أكيدة .. بقلم جيلاني العبدلي”
-
Olianov يعلق:
4 أغسطس, 2010 في الساعة 11:58 ص
لا حول و لا قوة إلا بالله ! ما عساي أقول؟ الله المستعان …
-
السنجاب يعلق:
5 أغسطس, 2010 في الساعة 10:46 ص
وقائع غريبة ودلالات أكيدة
الموضوعان من نسج الخيال لأننا لو قمنا بالتحقيق في الأمر الأول لن نجد دليلا لهذه الحادثة ، ولو تأملنا الموقف لصعب علينا فهم عقل هذا الرجل الذي حاول اسعاب ابن شقيقة قبل أن يلفظ أنفاسه ثم كيف تحول إلى وحش مثل بالجثة وأراد إخفاء الحقيقة وبالتالي تلبيس التهمة إلى رجل بريء اسمه المغربي ، ثم لماذا تكتم الشقيق الثاني عن الأمر ؟ ولماذا قبل بأن يمثل بجثة ابن أخيه ؟
أما الحادثة الثانية وهي زنا الأب بابنته ذات التسع سنوات فمن الواضح أيضا أنها من نسج خيال لا يحب أن يرى سوى المآسي والجرائم ، والغريب في الأمر أن البنت في مثل هذه السن ليست بالغا فكيف أمكنها أن تحمل من والدها الذي لم يكن سوى حيوان ؟! أو رجل فقد عقله !
يا أخي جيلاني العبدلي .. إن مثل هذه الأمور لم تحدث حتى في المجتمعات البدائية ولا في المجتمعات اللادينية فكيف بها تحدث في مجتمع إسلامي هو خير أمة أخرجت للناس ؟
أخي جيلاني .. إذا أردت أن تبدع فلك أن تبدع ولكن لا تسئ إلى مجتمعك الذي تحمل اسمه وهويته أم تريد أن تؤكد للحاقدين علينا بأنا مجتمع غابي يلتصق بكل أنواع القذارة والتعفن .أخي جيلاني … إن النفس الطاهرة لا يمكنها إلا أن ترى الطهر ولا تظهر إلا ما هو طاهر .
-
ابو راكان الجريري يعلق:
6 أغسطس, 2010 في الساعة 2:27 ص
الاخ سنجاب
تحيه واحترام
ان مثل هذه القصص ممكن ان تحصل لكن ليس بالشكل الذي صوره السيد العبدلي وليس في مجتمعاتنا الشرقيه المحافظه وحتى لو حصلت فالسكوت عنها افضل من نشرها الاخ عبدلي ابحث عن موضع فيه موعظه او حكمه نستفيد منها وجزاكم الله خيرا سنجاب والعبدلي -
الوافي يعلق:
7 أغسطس, 2010 في الساعة 2:31 م
السلام عليكم… ان مثل هذه القصص من المفروض انها لايتم عرضهاعلى اي موقع من المواقع.