

شرعية أبو مازن والتحلل من حماية الفلسطينيين !!
صالح النعامي _ صحفي فلسطيني
في الآونة الأخيرة طفا على السطح تطوران هامان في الضفة الغربية، الأول: عقد قادة الأجهزة
الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس العديد من المؤتمرات الصحافية التي يعلنون فيها
عن ضبط خلايا مسلحة لحركة حماس كان يستعد أفرادها لتنفيذ عمليات في قلب المدن الإسرائيلية.
والثاني: تعاظم الإعتداءات التي يشنها المستوطنون اليهود على الفلسطينيين والتي وثقتها كاميرات
التلفزيون في في معظم مناطق الضفة الغربية وبثت في جميع أرجاء العالم، في الوقت الذي يقدم فيه
القرويون الفلسطينيون مئات البلاغات يومياً حول قيام المستوطنين بمنعهم بالقوة من جني ثمار
الزيتون بعد الإعتداء عليهم ومصادرة محاصيلهم، فضلاً عن اقتلاع الأشجار وتسميم آبار المياه،
ناهيك عن السيطرة الفعلية على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات العشوائية عليها.
والسؤال الذي يطرحه كل فلسطيني: ما هو مبررات وجود عشرات الآلاف من عناصر الأجهزة
الأمنية التابعة لعباس وحكومة فياض ؟ هل للدفاع عن ابناء شعبهم في وجه هذا التغول الصهيوني،
أم للعمل كوكلاء أمن لصالح إسرائيل ومستوطنيها؟. قبل أيام نشر النائب عن حركة ” فتح ”
عيسى قراقع مقالاً ساخراً انتقد فيه بشدة دور هذه الأجهزة وتسهيلها عمليات الإقتحام التي يقوم بها
جيش الاحتلال في جميع مدن الضفة الغربية، فثارت ثائرة قادة هذه الأجهزة ودفعوا بعض النخب
الطفيلية التي تدور في فلكهم لمهاجمة قراقع والتشكيك في دوافعه، لكن أياً من قادة هذه الأجهزة
وتلك النخب لم يبين للجمهور الفلسطيني كيف بالإمكان حماية أبناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون
للتنكيل يومياً. في نفس الوقت فأن الرئيس أبو مازن يصمت صمت من في القبور إزاء ما يكشف
عنه الإسرائيليون من تعاظم مظاهر التنسيق الأمني بين أجهزته وقوات الاحتلال في الحرب المشتركة
ضد حركة حماس وبقية حركات المقاومة. وأن كان قادة السلطة في السابق ينفون التنسيق مع
الاحتلال في الحرب ضد المقاومة الفلسطينية، فأنهم في الآونة الأخيرة لم يعودوا ينفون ذلك، بل
ويتنافسون في إعطاء كل المؤشرات التي تؤكد استعدادهم للذهاب بعيداً في التنسيق مع إسرائيل.
ومما لا شك فيه أن بروتوكول اللقاء الذي جمع قادة الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة سلام فياض
وعدد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، والذي نشرته صحيفة ” يديعوت أحرنوت ”
بتاريخ 21-9-2008، يبعث على الصدمة بشكل خاص، مع أن وسائل الأعلام العربية تجنبت الإشارة إليه.
فما ورد على ألسنة قادة أجهزة السلطة في هذا اللقاء يعكس مدى الإستعداد الهائل الذي يبديه هؤلاء
للتنسيق مع أعداء شعبهم ضد مقاومته. وكما ورد في بروتوكول اللقاء فقد تنافس قادة عسكر
عباس في التأكيد على مسامع الجنرالات الصهاينة أن عباس عازم على استعادة غزة بالقوة، بل
أنهم طالبوا الجيش الإسرائيلي بأن يساعدهم لاعداد خطة ميدانية لاستعادة غزة وأن يدرب قواتهم.
ففي خلال اللقاء وجه ” أبو الفتح ” قائد قوات الأمن الوطني في الضفة الغربية حديثه للجنرالات
الصهاينة قائلاً ” لا يوجد بيننا أي نوع من انواع العداء، فلدينا عدو مشترك ( يقصد حماس ) “.
واضاف متزلفاً ” . انا سأفعل اليوم كل ما استطيعه حتى أمنع العمليات ضدكم، انتم تدركون
أن ما نقوم به حالياً ضد حماس افضل من السابق وأنتم تمدحون ذلك، وبفضل عملياتنا أصبحتم اقل
حاجة لقواتكم “. أما ماجد فراج رئيس الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة فياض فقد كان أكثر
صراحة من ” أبو الفتح “، عندما قال ” قررنا خوض الصراع ضد حماس حتى النهاية.
قررنا وضع كل مشاكلنا على الطاولة كل شيء علني وظاهر، لا مزيد من الالاعيب، فحماس هي
العدو المشترك لكلينا. قررنا شن حرب عليها وانا أقول لكم لن يكون اي هدنة أو حوار معها،
فمن يريد ان يقتلك عليك ان تبكر بقتله. انتم توصلتم الى هدنة معها، أما نحن فلا “.
المؤسف أن قادة أجهزة السلطة الأمنية أخذوا يتباهون أمام الضباط الصهاينة بأنهم لم يعودوا
يترددون في اقتحام المساجد، فقد ورد على لسان فراج قوله للصهاينة ” ذات مرة كنا نفكر الف
مرة قبل اقتحام المسجد اما اليوم فنحن نقتحم أي مسجد عند الحاجة. كما اننا ندخل للجامعات
بما في ذلك الجامعة الاسلامية في الخليل. نحن نبذل قصارى جهدنا. حتى لو لم يكن النجاح 100 في
المائة فالدافعية 100 في المائة”.
لقد ملأ أبو مازن الدنيا صخباً وهو يؤكد أنه رئيس كل الفلسطينيين وأنه رمز الشرعية الوطنية الفلسطينية،
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ألا يتحرك ” رمز الشرعية ” للدفاع عن أبناء شعبه، أو على الأقل
يظهر لإسرائيل أنه غاضب مما تقوم به ومستوطنوها ضد مواطنيه؟. أي شرعية وطنية لرئيس ونظام
وسلطة يسمح بالتحالف على هذا النحو السافر مع أعداء شعبه؟ كيف ينظر الرئيس في عيون مئات الآلاف
من مواطنيه الذين يتعرضون للعدوان من قبل المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال ؟. فمن هم أولى
بالحماية القرويون الفلسطينيون الذين كل ذنبهم التمسك بأرضهم أم المستوطنين الذين يدافع عنهم قادة
الأجهزة الأمنية من خلال تعقب خلايا المقاومة التي تخطط لإستهدافهم؟
طالع بقية المقالات على موقعي
اخترنا لك:
- فيديو : يمشون بالسيارة وحصلت لهم مفاجأة لايمكن تخيلها + لميس وجنودنا البواسل + كلب فاقد + ثقافة عالية
- حركات اغراء نسائية عند قبيلة التبت + قصة ترافيان ومعجزة العالم
- انتشال طائرة أمريكية من قاع البحر + فنان اللي مسويها + USB روعة
- بين جدران الطبيعة .. صور مذهلة !
- مدارس داخل باصات مهجورة + ماخلوو شي .. خرائط بالـ GPS
- جفاف بحر ارال في كازاخستان + منتجع مونار كريلا بالهند
- بوربوينت : إلتهاب الكبد الوبائي + هل تعلم
- فيديو :أول مرة يركب طيارة + والله وصرت مصخرة يالشماغ ..!
- المطار ليس هدية .. مقال في الصميم
- طعم السمك الطازج !
مواضيع أخرى أرسلت بواسطة صالح النعامي:
- مقالات : الإختراق الإسرائيلي لإيران + علاقات الناتو بإسرائيل تتعاظم
- مقال : إسرائيل تتهافت على " نجوم القمع " تمهيداً للانتخابات ..!!
- مقال : " الشاباك " يواجه " الجهاد الإلكتروني " بـ " رام " + بيريس ... سيد النفاق + اليمين يحلق هزيمة باليسار والوسط في الانتخابات المحلية الإسرائيلية
تعليقات:
4 عدد التعليقات على “مقال : شرعية أبو مازن والتحلل من حماية الفلسطينيين !!”
-
H a S a N يعلق:
5 نوفمبر, 2008 في الساعة 3:28 م
كل التحية لقيادة الطرفين (فتح وحماس) ومن يتبعهم من المتكلمين والاعلاميين .. رغم كل شيء علينا ان نعترف انهم استطاعو الاتفاق – بالرغم من خلافاتهم اللا محدودة- استطاعو الاتفاق على تشويه صورة الشعب الفلسطيني وتصويره على ان نصفه يلهث وراء اقامة علاقات مع العدو الصهيوني والنصف الاخر يلهث وراءالكراسي والسلطة … فعل كل التحية والاحترام .. فهم استطاعو على فعل ما عجز عنه كل اعداء الشعب الفلسطيني من اتاحه الفرصة للحاقدين والمتبجحين والمرتزقه بالتنكيل في شرف ونضال هذا الشعب .. فعلا وبلسان كل الشعب الفلسطيني نقول شكرا لقيادة فتح وشكرا لقياده حماس … لقد استطعتم ان تمرغو انوفنا بالتراب .. شكرا ..لقد استطعت ان تجعلونا نخجل من كوننا فلسطينيين .. كل الشكر لكم فانتم المتهافتين وراء اقامة العلاقات مع العدو وانتم بائعي دماء الشهداء .. شكرا لكم ايها …..
-
خالد يعلق:
6 نوفمبر, 2008 في الساعة 3:37 م
الى صاحب المقال، حبذا لو كان المقال من نوع آخر، اي اننا على ابواب حوار ندعو الله ان يكلله بالنجاح، فنحن لا نريد رفع وتيرة التوتر والمشاحنات، بل نريد أن تسود روحا افضل من هذه، لذا اقترح عليك وعلى اقلام غيرك المشابهة أن تحثوا الطرفين للاتفاق من خلال مقالاتكم وتناشدوا الشعب أن يدعمهم أو أن تقفوا جانبا فقط لحين انتهاء الحوار وبعد ذلك اطلقوا العنان لاقلامكم والمثل بقول اللي ايده بالميه مش مثل اللي ايده بالنار!!!!!!!!!!
-
محمد تيسير النجار يعلق:
31 أكتوبر, 2009 في الساعة 10:27 ص
مع الاحترام لكلا الرأين اللذين وردا آنفا اولا هذا لايسمى حوارا بل مجازا حوار ولكن( حوار الطرشان) فهم لم يتفقوا ولا على نقطة فالخلاف بينهم كبير وهما يسيران بخطين متعاكسين اما الشكر لفتح وحماس فالمعادلة هكذا خطأ صحيح انك ياسيدحسان تتكلم من قلب محروق على ماآلت اليه الامور وما توصل اليه حال الشعب الفلسطيني هذا الشعب العظيم الذي اثبت انه موجود رغم كل المحن والضغوط من القريب قبل البعيد ومن الصديق قبل العدو وخطأ المعادلة هنا لو افترضنا ان حماس تراجعت عن موقفها وسلمت لعباس وبطانته مع كل طروحاته ماعي النتيجة لوكان العمل لفلسطين وشعبها المشرد لقلنا لابأس اما وحالنا هكذا دائما للوراء وكل يوم تنازلات وتعنت من قبل الصهاينة حتى تفكيرهم الجدي الان بيهودية الدولة والقاء فلسطينيي الداخل وهم الامل الوحيد لشيء اسمه فلسطين الى خارج فلسطين والحاقهم بطوابير اللاجئين والنازحين والمشردين والقائمة تطول بهذه المسميات
نحن لانقول ان حماس هي المناضل الاوحد بل ان كل التنظيمات تشد أزر بعضها بعضا
للاستمرار بتداول اسم المقاومة قبل ان تحذف من القواميس كما حذفت كلمة انتفاضة والتي كتبت بدماء الاف الشهداء بالقواميس وعرفها العالم وتداولها -
بـيـنـــكـ ْ..~ يعلق:
6 يناير, 2011 في الساعة 6:38 م
عبآس ومن معه حكومة عملاء خلص الله أخوتنا الفلسطينيين منهم ,
والى أن تقوم الساعة لن يكون هناك أي اتفاق بين حماس وفتح المسألة
أكبر من ذلك الخلاف ليس على قضايا فرعية بل على مبادئ وقضايا جوهرية
الا اذا تخلت حماس عن مبدأ المُقاومة أو عادت فتح إلى مسارهاالذي بدأت به .كل الشكر على المقالات المميزة .