

ليلة هروب البطانة ! مقال جريء من خلف الحربي
على شارعين
خلف الحربي
لسنوات طويلة، بقي الناس في بعض دول العالم العربي يتحدثون عن مجتمع افتراضي اسمه (البطانة)، ويحملونه كل أخطاء
السلطة وينسبون إليه كل أسباب الفساد والفقر والبطالة، وهم يفعلون ذلك إما بدافع الخوف من تسمية الأشياء بمسمياتها
أو لأنهم يحسنون الظن بحكامهم ويظنون المظالم تحدث دون علم منهم، وهكذا بقيت البطانة وصفا مجازيا لأشخاص بلا أسماء
ولا وجوه، حتى جاءت ثورتا الشباب في تونس ومصر واللتان نجح خلالهما الشباب الأحرار في خلع الثوب الحريري الفاخر
فظهرت البطانة الفاسدة إلى العلن.
فقد اتضح بعد ثورتي تونس ومصر أن البطانة هي خليط عجيب من رجال الأعمال والضباط والمسؤولين والبرلمانيين
والأصهار والجلساء الذين كونوا ثروات طائلة من العدم وبنوا ناطحات السحاب من عظام المسحوقين، وإذا كان الرئيس في
الأنظمة الديمقراطية يحيط به مجموعة من المساعدين والمستشارين، فإن البطانة شيء آخر تماما، فهي موجودة فقط في الأنظمة
غير الديمقراطية، وتتولى أحيانا مهمة اختيار مساعدي الرئيس ومستشاريه في أحيان أخرى ترقي الانتهازيين من هذا الطاقم
الاستشاري وتدخلهم في دائرة البطانة.
عموما، لقد نجح هذا الخليط العجيب الذي يسمى بالبطانة في عزل الرئيس عن شعبه وتقديم معلومات مظللة له، وحاز أغلبهم
على ثقته المطلقة حتى أصبحوا عينه التي يرى بها العالم خارج قصره، وبالطبع لم يتردد هؤلاء في نهب ثروات البلاد والتضييق
على العباد والمساهمة في تعميق مشاعر الكراهية تجاه النظام السياسي، حتى جاءت لحظة الانفجار، وخرج الناس إلى الشوارع
ليخلعوا الرئيس الذي وضعهم تحت رحمة هذه البطانة الفاسدة المتوحشة، وكم كانت صدمة هذا الرئيس كبيرة حين بحث عنهم
في هذه اللحظة العصيبة ليكتشف أنهم طاروا بملياراتهم إلى أوربا، وتركوه وحيدا يواجه الجماهير الغاضبة وهو عارٍ تماما..
لا ثوب يستر استبداده المكشوف، ولا بطانة تقيه من رياح التغيير العاتية.
وفي اللحظة التي لا ينفع فيها الندم يقول الرئيس المحاصر لنفسه: لولاهم لما وجد الفقر ولما تفشى الفساد ولما انتشرت البطالة
لو اشتريت بالمليارات التي هربوها أرغفة خبز لما زحف هؤلاء الجياع باتجاه قصري، لو لم تتلاعب شركاتهم بالقوانين التي وضعتها
بنفسي لما أصيبت التنمية في مقتل، لو لم ينقلوا لي معلومات خاطئة عن حقيقة الشارع لما اضطررت للخروج على شاشة التلفزيون
كي أقول للناس: (الآن فهمتكم)!.
ولعل المصيبة الكبرى التي تعيشها بعض دول العالم العربي اليوم أن البطانة أصبح لها بطانة!، بل وحتى بطانة البطانة لها بطانة!، لذلك
يجد الحاكم نفسه مسؤولا عن مجموعة من (البطانات) التي لا يعلم عنها شيئا، فترتكب العديد من الجرائم تحت رعايته الاسمية، رغم
أنه في بعض الأحيان قد لا يقبل بحدوثها، وحتى حين يحاول الإصلاح وتغيير الواقع فإنه يفشل في تحقيق أية خطوة مؤثرة، لأنه يسلم
قراره للبطانة والبطانة تمرر المشروع لسلسلة من البطانات المتتابعة، فيصبح المشروع مجرد عنوان كبير ليس له أي وجود على أرض الواقع.
وأخطر ما في الأمر أن البطانة تتغلغل في الجلد، حتى تأتي اللحظة التي لا يستطيع فيها الحاكم التخلص منها، لأنه لا يستطيع سلخ جلده
وشيئا فشيئا، تتغير المعادلة فيصبح تابعا للبطانة بعد أن كانت تتبعه، فهي حتى وإن كانت خاضعة له في العلن فأنه يصبح مضطرا للخضوع
لرغباتها ونزواتها في الخفاء، ويسمى ذلك بسياسة التوازنات بين مراكز القوى، وفي نهاية الفيلم الطويل يكتشف أنه منحهم المال والنفوذ
كي يدمروا حكمه!.
رابط الخبر بجريدة عكاظ
اخترنا لك:
- صوره : درجة الحرارة في الرياض ( -1 )
- طفلة تقلد جورج بوش + محمية لحماية الاطفال من المسابح + صاروخ جديد وخطير
- صورة : أكبر برج مقوس في العالم سيكون في البحرين + لاتفوتك أبيات الشعر ..!!
- حادث قوي بسيارة داخل الملاعب السعودية
- فيديو + صور : قلابي يدهس سيارة بالرياض يوم أمس ( خاص بورقات ) ..!
- صور : قصر بي نظير بوتو في دبي
- النوم الآمن للأطفال + أذكار مصوره بشكل ممتع للطفل المسلم
- رواية ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج كاملة .. واضحة ومنقحة للتحميل PDF .. رواية من أجمل الروايات ..
- صور+ مقال : سعودي يخطب هيفاء وهبي + موسم الصيد في نجيريا + نقاش إمرأتين ميتات + كيف تتعاملين مع طفلك العنيد
- صور : وش دعوى والله لو أننا أول مرة نشوف بزران ..!!
مواضيع أخرى أرسلت بواسطة abo nawaf:
- في مشهد رهيب لرجل يمشي فوق ساعة مكة + اللي يعرف وين تنباع يعلمنا
- الفرق بين بنزين 91 و 95 مهم
- ياحلوها + قطوات جنان + رومانسي في جميع الأوقات + مالت عليك + بومه صغيرة تجنن
- أمحق من دفاع + لاترمي ملابسك القديمة + الله لايحدنا + دراجة 4 أدوار + بنت جبارة + الاستحمام بالثلج
- برد مخيف + البندق مقلوب + شف كيف واقفه
- لكزس Lf-c بدون مرايا ومساكات أبواب + مرسيدس بنز AMG E63 باللون البرتقالي والأسود
- حادث نفود المجمعه + سباق بطريقة مجنونة + ضلمناك والله يا عدنان
- شرح مصّور.. تأكد بأن ماعليك مخالفات مرورية من هنا + موقع لشرح دروس الرياضيات لعدة مراحل مع حل التمارين
- لماذا لم ينادي الله النبي بـ يامحمد + مهارة عجيبة + ملف رائع عن قواعد اللغة العربية
- يفحط عند المدام وجاب العيد + قطع رؤؤس الثيران + مفيطيح صغير + الصيد في أفريقيا .. نادر ورهيب
تعليقات:
4 عدد التعليقات على “ليلة هروب البطانة ! مقال جريء من خلف الحربي”
-
لله درك يعلق:
11 مارس, 2011 في الساعة 11:04 م
لله درك يا خلف ولكن انت لمحت ولم تصرح انتبهو واتقوا الله في رعيتكم ايها الحكام
-
نوااااااافـــ يعلق:
17 مارس, 2011 في الساعة 12:11 ص
إلئ الامام يـ استاذ خلف الحربي
ومشكووور يابو نواف ع النقل -
ابو يزيد يعلق:
14 مايو, 2011 في الساعة 6:04 م
سجل اعجابي بقلمك ايه الكاتب الشجاع وصدق قلمك
حماك الله يا استاذ خلف الحربي
-
مبخوت المري يعلق:
20 فبراير, 2012 في الساعة 1:39 ص
كلام لاغبار عليه وبيض الله وجهك ياخلف الحربي على الكلام الطيب وعلى الجرأة في اظهار الحقيقة