

همومٍ
في هذه الدنيا يعيش الخلقُ بقلوبٍ مختلفة، وهمومٍ متفاوتة، وكل إنسانٍ منا يُشبه
الوعاء بما يحتويه والفرقُ بين الإنسان والوعاء هو أنه لا يوجد إنسانٌ خالٍ من الهم
والتفكير والتخطيط لما يُفكرُ فيه سواء أكان ما يفكر فيه صحيحاً أو خاطئاً ،
مناسباً أو غير مناسبٍ
بعضنا غارقٌ في سبات أحلامه العاطفية،وآهاته الحزينة،وقد حمَّلَ نفسه هم التفكير
في ذلك المحبوب الذي لا يواصله،ولا يبادله الخُلة بنفس المستوى الذي يأمله من
حبيب شغل عليه ليله ونهاره،وغدوه ورواحه
هذا الغارق يقضي معظم وقته قلق الفؤاد، مضطرب التفكير، مشوش الذهن بسبب
علائق كسراب الوهم تبدأ ولا تنتهي،وتتكاثر ولا تتناقص دون أن يحصل المراد
والمقصود الذي من أجله أغرق وجناته بالدمع وأغرق ذاته بالتفكير والحزن ولم يعلم
هذا المسكين أن الحُبَّ له حدوده وله ضوابطه فقد جاء في أثرٍ فيه مقال
(أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما،وأبغض بغيضك
هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما)
الراوي: أبو هريرة و عبدالله بن عمرو بن العاص و علي بن أبي طالب
– خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: الألباني –
المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 178
وهناك من هو غارقٌ مع هموم تجاراته ومرابحه وخساراته قد أجهد ذهنه واستنفد
عمره في الدينار والدرهم الذي قد ارتبط به فرحه وحزنه وولاؤه وبراؤه وقد نسي
أن الدنيا مهما كان إغراؤها لاتستحقُّ أن يُفنى العمر من أجلها ذلك أنَّ القناعة هي
خيرُ ما يدخره العبد لنفسه وليس معنى ذلك أبداً ألا يسعى للرزق ولتحسين أوضاعه
المادية لأن هذا من العبادة ولكن فرقٌ كبيرٌ بين من يجعل الدنيا أكبر همه وبين من
يتوازن بين المطالب الدنيوية دون تفريط فيما تتطلبه الآخرة
المسلم لا يعيش حياته لأجل هذه الدنيا فقط بل إنه يحقق المعادلة التي غفل عنها غيره
ممن يعتنق الملل والنحل المنحرفة ، فالمسلم يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً ويعمل
لآخرته كأنه يموت غداً
المسلم مختلفٌ تماماً عن غيره فهو يعلم جيداً بأنَّ من كانت الدنيا أكبر همه فرق الله
عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتبَ له،ويعلم كذلك
أن من كانت الآخرة أكبر همه جمع الله عليه شمله وجعل
غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي صاغرة
من كان همه حسن العلاقة مع الله تبارك وتعالى فلاشك أنه سيكون في طريق
الفالحين لأنه لا يوجد همٌّ أعظم من الهم بالله تبارك وتعالى والسعي إلى إرضائه لأنه
هو الذي بيده مقاليد الأمور وهو الذي يمنح الرزق وبالقرب منه يحصلُ
الأنس والسعادة والطمأنينة
كم من الناس لا يملك من المال إلا ما يبلغه ويسدُّ رمقه ورمق من يعول ولكنه يعيش
سعادةً عجيبةً لا نظير لها وما ذلك إلا لأنه قد جعل همه الأخروي يتغلبُ على كل هم
وهو ولا شك ما يبعث على الجدية وعلى العمل المتواصل وعلى الإنتاجية التي
يتعدى حدود نفعها من ذات الشخص إلى المجتمع عموماً وهو ما يحفز على القول
بأنني لم ولن أجد هماً خيراً وأشرفَ منه
نقلها لكم ابو عباده بتصرف
الهي قد تحاببنا ومنك الحب والعهد**فنرجو فوقنا ظلا حين الحر يشتد
لنا ولأهلنا عفو ومنك العفو يمتد**ومغفرة ومنزلة جنان مالها من حد
اخترنا لك:
- شاهد هذا الطفل لتعرف النعمة اللي أنت فيها + رحلة مصورة إلى زهرة المدائن القدس
- أربع حكومات لوطن محتل … بقلم الدكتور / إيهاب الدالي
- مقطعين فيديو : طفل مستعجل + مزح سخيف بالسوق
- من وده ينام بحضنها + إعلانات مبتكرة + فتح القوارير بطائرة هيلوكوبتر ..!!
- فينيسيا مدينة الماء تغرق في الماء .. صور عجيبة..!!
- أنظر ماذا فعل صاحب الفيلا + كيف يؤدي المسلمون صلاة جمعة في كازاخستان + حادث عجيب
- تقرير مصور : مصري وزوجته ينشئان جمعية لتبادل الزوجات + من يعرف هذا الرجل + سماعة جوال بفكرة جميلة
- ما بعد الخمسين ! للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
- صور + فيديو : سيكل الضعوف + قرد رومانسي + شنطة مهند + ثعبان يلدغ المذيع + فكه الله
- صور : أماكن سياحية لايعرفها الكثيرون عن مصر
مواضيع أخرى أرسلت بواسطة أبوعبادة:
- نظام البصمه بالدوائر الحكومية والقطاع الخاص يسبب السرطان – للموظفين ..!!
- نعمة الألم
- لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!
- لماذا حين نختلف نفترق !! وحين نفترق نندم !!
- طفل جزائري ... معجزة يحفظ القرآن كاملاً
- قصة الحوثيين ....!!!
- إلى كل إمرأة وفتاة ليس لها أي حظ فى الجمال ..
- أمة جينيس + كلمات أعجبتني
- قناة فوكس تنشر خبر الأمريكي الذي أسلم بعد أن حاول سرقة بقالة باكستاني + هدف الرجل وهدف المرأة..!
- كيف تعامل من طبعه سوء الظن والريبة + من يستطيع أن يخرج الدجاجة من الزجاجة ?
تعليقات:
2 عدد التعليقات على “مقال : هموم ..!”
-
نواااااااااااااااااف يعلق:
23 نوفمبر, 2010 في الساعة 12:37 ص
اممممممممممم الهموم
جزاك الله خير خيوو ابو عباده والله استفدت كثيييير
اضحك مع الناس ويحسبوني من الهم خالي …افرح واسعد قلوب الناس وانا من الهم باكي )): …
تسسسسلم ع الموضوع الرائع
تقبل تحياتي
نـــواااااافــ